الأربعاء، 16 يناير 2013

20: دع المدرسة الثانوية نهائيا


20 (دع المدرسة الثانوية نهائيا )

يشعر معظمنا بأنه مقيد بالمدرسة الثانوية للأبد ، وأن ما كان يحدث بالمدرسة الثانوية لا يمكن الخلاص
منه أبداً .

فقبل أن ندخل المدرسة الثانوية ، وفي أثناء طفولتنا المبكرة ، حيث لا توجد هموم كنا حالمين مبدعين
يملؤنا شعور غامر بالحيوية والفضول .

أما في المدرسة الثانوية فهناك شيء ما تحول تحولاً تاماً فللمرة الأولى في حياتنا نبدأ في الشعور بالخوف من
وجهة نظر الآخرين فينا ، وفجأة تتحول رسالتنا في الحياة أن لا نخرج فنخاف من أن نبدوا على غير ما
يرام ولذلك نعمد إلى عدم المخاطرة .

ولن أنسى أبداً ما حدث لأحد أصدقائي يسمى "ريتشارد شؤوز" عندما كنا في المدرسة الثانوية ( وقد
أصبح الآن مصوراً فوتوغرافياً معروفاً ) فقد كنت أنا و "ريتشارد" عائدين من المدرسة وفجأة توقف
"ريتشارد" وقد تجمد وجهه رعباً فنظرت إليه لأسأله ما الأمر ، واعتقدت وقتها أنه كان على وشك أن
يصاب بنوبة مرضية فما كان منه إلا أن أشار إلى سرواله ودون أن ينطق بكله أوضح لي أن الحزام خرج
عن إحدى فتحات السروال .!

ثم قال في النهاية "لقد قضيت اليوم كله على هذا الوضع" وكان من المستحيل بالنسبة له أن يقدر وجهة
نظر الجميع فيه ممن مروا به ورأوه على هذه الحال ، والضرر الذي أحدثه هذا بسمعته ربما كان خارج
نطاق الإصلاح .

هكذا كانت المدرسة الثانوية .



والآن عندما أقدم ندوات عن التحفيز أحب الأوقات التي أتلقى فيها الأسئلة من الجمهور ولكن كثيراً ما

أرى تلك النظرات الخجولة المراهقة التي يكسوها الألم على أوجه الناس حينما يفكرون في المخاطرة
بطرح سؤال أمام الجميع ، وعادة ما تبدأ في المدرسة الثانوية ولكنها قد تتم طوال الحياة .

لقد حان الوقت لأن تعي ما تفعل وتترك حياة المدرسة الثانوية ، حان الوقت للعودة لتلك الأيام التي
سبقت المدرسة الثانوية حيث الإبداع البريء والجرأة الاجتماعية والاعتقاد على تلك الذات .

والشيء بالشيء يذكر فقد توصلت في النهاية إلى أسلوب للتعامل مع لحظات الصمت الذي يخيم على
حجرة الندوة عندما أطلب من الحضور طرح أسئلة ، حيث أذهب إلى السبورة وأرسم خمس دوائر ثم
أقول للحضور إنني عادةً في ندواتي "إذا لم يكن هناك أية أسئلة في هذا الوقت فسوف نأخذ فتره راحة"

والناس عادة ما يكون لديها الرغبة في الراحة ، ولذلك لا يكون لديهم الرغبة والحافز لطرح الأسئلة ،
ولكن هذه الأسئلة أكثر جزء في الندورة يشعرني بالمتعة ولهذا اخترعت اللعبة الآتية. بعد خمسة أسئلة
سوف نأخذ راحة ، والآن أجد أن الحضور يحثون بعضهم البعض على طرح الأسئلة ،بحيث يعيش موعد
الراحة سريعاً ، وعلى الرغم من أن هذا الأسلوب هو اسلوب اصطناعي ممتع لبدء الحوار الذي أنشده فإن
كل ما يفعله هذا الأسلوب هو أنه يزيل الضغط الذي يحس به المرء عند رغبته في طرح سؤال كما أنه
يأخذ المشاركين بعيداً عن المدرسة الثانوية .

ومعظم الناس لا يدركون سهولة خلق الجرأة الاجتماعية التي يريدونها في أنفسهم ولذلك يعيشون كما لو
كانوا مراهقين لا يتفاعلون إلا مع ما يتخيلونه من وجهة نظر الآخرين فيهم ، وينتهي بهم الأمر إلى
تشكيل حياتهم بناءاً على ما يعتقده الآخرون فيهم وهذه هي حياة المراهقين ، فهل تريد حياةً مثل هذه؟ .

ومع هذا فبإمكانك أن تتخلص من هذه العقلية وأن تحفز نفسك بنفسك دون الاعتماد على آراء الآخرين
، وكل ما يحتاجه الأمر هو سؤال بسيط تسأله كما سأله "إيميرسون" لماذا تعتمد مشاعري على الأفكار
الموجودة في رأس شخص آخر ؟؟؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

;